17‏/8‏/2015

الفارس المهزوم و قصة كل عصر

ان ينصركم الله فلا غالب لكم
هي قصة كل رجل عادي يري نفسه مهزوما في هذا الزمان
ويعتقد انه مظلوم 
وهي قصه كل ست عاديه تري نفسها حرمت من جمال الاخريات
هي قصة من مائه والف ليله ولكنها مختلفه
ليست الأميرة جميلة ..ليس الفارس شجاع ...ليلة غريبة حالكة الظلام .....لم تخرج الأميرة لتتعثر بمجموعة الشطار قطاع الطرق فينقذها الفارس الشجاع..لم يفكر الفارس في الأميرة .. و لم يكن مفتونا..لم يجلس عند صفحة النهر يلقي بالحصى و يتابع صورتها الرقيقة و ما لاحت في فكره بالأساس.

كانت الأميرة ليست جميلة او لنقل عنها أنها امرأة عادية قد أحرجها جمال أخواتها الأميرات الفاتنات..تقدم العمر بها حتى شارفت على الثلاثين..و هو السن الغير مسموح به في ألف ليلة و ليلة...في ألف ليلة و ليلة قد تموت المرأة خيرا لها من العنوسة..بكت حتى أصاب عيناها الأذى..لم تعلن عما تبطن فلن تقول مثلما تقول فتيات العصر:
( أنا عانس يا ويلتي)

رآها والدها السلطان فاعتصر قلبه ألما.. هذا السلطان الجاسر
يستحيل إلى طفل أمام دموع ابنته..طلب الوزير (جعفر) و أراد مساعدته في إيجاد فارسا للأميرة و لكن الوزير تلجلج و على استيحاء قال:
أنت تعلم سيدي ان جميع الفرسان ذوي الشجاعة قد تزوجوا من الأميرات الجميلات الأخريات بناتك..هو بالحق لا يقوى على إخبار السلطان بان ابنته ليست جميلة و إن كان السلطان ذاته يعلم ذلك.
- إذا فلتختار لابنتي أي فارس لا يشترط الشجاعة المهم أن يكون فارسا
- كيف يكون الفارس ليس شجاعا يا مولاي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رد السلطان بقوة:حينما ينهزم دوما بالمعارك هكذا الفارس الجبان
يا أهالي البلاد .. كل فارس قد انهزم في المعارك.. كل فارس لا يرى نفسه منتصرا..كل فارس ليس له مكانة..عليه أن يأتي إلى سلطان البلاد و قمر الزمان..السلطان كهرمان...ربما يبتسم الحظ له.
مر اليوم الأول فالثاني فالثالث و لم يأتي أحدا...و أخيرا جاء مهرولا مسرعا سكت برهة عند قصر السلطان ثم صاح..أيها السلطان الكريم كهرمان...يا سلطان الزمان..أنا الفارس المهزوم و اسمي (مظلوم) أتيت انصياعا لطبلك..و إنني لأحسبك سيدي من الكرماء.
- اجلس يا (مظلوم) أنت لست فارسا شجاعا و لهذا ستتزوج من ابنتي صاحبة الثلاثين عام..ابنتي (نور الزمان).
- و لكني أريد رؤيتها أولا يا مولاي.
- هل جننت يا هذا...هكذا نهره السطان
و لكن الأميرة غير الجميلة نزلت على إلى الرواق .. رأت مظلوم فلم تسعد كثيرا نظرت إليه على عجل ..إذا فأنت الزوج المنتظر و الفارس غير الشجاع..لا بأس بك..فأنت تكفيني اسما ولن أصبح من بعد وجودك عانسا ..خذوا هذا الفارس غير الشجاع و اعتنوا به حتى يحين الزواج ...هكذا قالت الأميرة...و لكن حديثا كان يدور بقلب هذا (المظلوم) ترى ما ذلك الحديث؟؟
و عند كل ليلة من اليالي الألف كانت الأميرة غير الجميلة تنزل
في هودجها العظيم لترى جمال البلاد و تشبع ما بداخلها من عناد..و لكن الغريب أن هذا (المظلوم) العجيب وقف معترضا الطريق و في عينيه بريق..
إلى أين تذهبين يا أميرتي؟؟؟
- هل جننت أنا مولاتك
-أنت مولاة قلبي و هل هذا قليل؟؟
- ابتعد يا هذا هل صدقت أنك ستكون زوجي ؟؟! إنني لم أجد لك بديلا ليس إلا.
-لا أريد مضايقتك لكن من الآن أنت مسئوليتي ليس لك الخروج بدون إذني ليس حبا في التملك إنما خوفا عليك .. و انصرف .
أظهرت الأميرة غضبها و أضمرت سعادتها فهي لم تسمع مثل هذا من ذي قبل.
حان يوم المولد النبوي ..امتلأ السوق بالعرائس و انتظرت الأميرة غير الجميلة ابنة أختها الصغيرة لترى العروس المزركشة و في ذلك اليوم تجتمع 
أسر أخواتها بينما هي وحيدة مهمشة.
قطع وحدتها صوت جميل إنه الفارس المظلوم يخبرها بأنها لا تحتاج لأن ترى عروس المولد المزركشة فهي العروس لليوم و لكل يوم ثم أتى لها بأكبر عروس في البلاد ..فارتجف لها الفؤاد و بكت ثم ضحكت لرؤيتها و اخبرته بسعادتها فابتسم في هدوء و قلبه لها يتوق.
يسأل نفسه لماذا يحاول إسعادها .. هل هو يحبها أم أنه يحب أن يحبها لا يعرف هل هذا أم ذاك..بينما سألت الأميرة نفسها ذات السؤال هل يخفي ذلك الجسد قلبا يهواك؟؟؟
و الآن قد اقترب موعد الزفاف ..فلتقام الأفراح و الليالي الملاح..و قد أضيئت المدينة ..و قدم الملوك و السلاطين بينما لم يأتِ أحدا يهنيء مظلوم المسكين.
يقولون أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن .. فقد أعلنت الروم سريعا الهجوم...فقدموا فحطموا كل البلاد و لم يبقَ سوى موكب العروس الأميرة .. و كان قد اقترب منه قائد الروم و العجيب ان الأميرة غير الجميلة قداستحالت إلى أجمل الفتيات يبدو أن حديث مظلوم قد أحدث في روحها شيئا فانعكس ذلك على صورتها.
أين مظلوم؟؟؟؟
لقد وقف شاهرا سيفه..معلنا حمايته لعروسه و قد ضحك الجميع و بكى السلطان كهرمان قمر الزمان المكلوم 
هو يرى أن ابنته التي قد أصبحت جميلة سوف تسبى يوم عرسها و هو يعلم بأن زوجها المظلوم لم و لن ينتصر أبدا في أي حرب كان فكيف إذا حارب ملك ملوك الروم!!
- ندهته الأميرة ثم أخبرته (أهرب يا مظلوم فأنا لا أريد أن أراك صريعا)
أجابها بهدوء : تريد أو لا تريد تلك فقط القضية و هو كان يريدها و يريد ان يحمي شرف زوجته و شرف البلاد..هو لم يرد مثل هذا من ذي قبل.
قف شاهرا سيفك و ادخل المعركة بروح الفائز فإن انهزمت فستظل منتصرا
ناداه السلطان : يا مظلوم أنت فارس غير شجاع لقد أتيت إلى و اخبرتني بذك
- لا يا مولاي لقد أخبرتك أني قد انهزمت و تلك الشجاعة ذاتها.
حرب من انكسارالمعنويات لودخلها أقوى أقوياء العالم لانهزم من التحطم النفسي..تلقى مظلوم ضربات بالسيف عدة ضحك الجميع .. و هتف الروم : (نملة تصارع فيل)
و لكنه ليس بالفتى القليل...ظل يصارع بلا استسلام .. و هنا توقف الجميع عن الكلام ... لقد أطاح المظلوم برأس ملك الروم ... و تراجع الروم مخذولين و في أجمل عرس تزوج العروسين ...ثم خرج مظلوم الذي الآن فقط أعلم الجميع أنه الفارس الشجاع .. خرج بين الجميع و رفع بدل السيف غصن زيتون ...و هي يصيح بالناس لا تقتلوا إلا من تحاربون و اعلموا يا قومي أن الحياة لن تهزم إلا من أحنوا الجباه

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي